توقعي للتغييرات الجذرية
يمنات
نبيل حيدر
لا جديد تحت الشمس بشكل عام..
قد تتغير وجوه لكن لن تتغير سياسات..
على مستوى المسؤوليات الواجبة على السلطة لن يتغير شيء.. و ستبقى سلطة الجبايات على حالها..
الخطاب الاعلامي الديني و ما يسمونه بالثقافي لن يتغير، وبالتالي لن تتغير النفقات المهولة المصروفة عليه..
مرتبات الموظفين ربطت بالسلطات الاخرى و لن تطرأ مبادرة جديدة..
أي سيبقى المعلم وهو الاشد احتياجا و الاكثر استخداما سيبقى بدون حقوق .. و مثله أستاذ الجامعة الذي صار ممنوعا عليه العمل في جامعة خاصة، لكن إذا كان لديه مشروع خاص فلا ضير .. اي ان حرب الأرزاق تطال أكثر الباحث عن الدخل الضروري..
التغييرات المزمعة أو المزعومة لن تغير من التوجه نحو السيطرة على القطاع الخاص الذي سعت و ما زالت الجماعة تسعى للسيطرة عليه .. و لعل ما تحت يد الحارس القضائي من ممتلكات و استثمارات لم يتم مصادرتها لحساب الدولة وخزينتها – بغض النظر عن مشروعية المصادرة – دليل واضح على غياب -و سيستمر غياب – تحقيق نهج دولة حقيقي.
ثم أن أي تغيير حقيقي في وسط موبوء بمراكز القوى والانتقام يتطلب أولا اجتثاث تلك المراكز واجتثاث ثقافة الانتقام وأفعالها لا استبدالها بغيرها تمضي على نفس النهج أو تغييرها شكلا وتحويلها الى العمل من تحت الطاولة.
كثير من الأمور يتجاوز علامات الاستفهام حول التغيير الجذري إلى إجابات واضحة تتجلى في سياق عام و توجه شامل واضح الأهداف .. و التوجه الراهن بمجمله لا يقول أنه يبتغي بناء دولة للناس ومن أجل الناس وإنما قلايتي قلايتي و بدون حتى تهديد بالديك.